خلاصة الفتوى:
الواجب أن تخلصي التوبة لله، وتبتعدي عن الإنترنت وتبحثي عن رفقة صالحة، وتواظبي على الدعاء بأن يصرف الله عنك الجموح والأخلاق السيئة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما ذكرته عن نفسك من أنك من الخارج مسلمة ممتازة، وعندما تكونين وحدك تمارسين الممارسات التي لا تليق، وتتابعين المواقع الإباحية وتتحدثين مع الشبان... نقول: ليس من شك في أن هذا لا يليق بالمسلمة التي تريد ثواب الله والدار الآخرة، لكن ما ذكرته من شدة الندم والخوف من أن تموتي على هذه الحال، ومحاولة التوبة والاستغفار هو أمر حسن أيضاً، واعلمي أن التوبة إذا توفرت شروطها من الندم والإقلاع عن المعصية والعزم أن لا يعاد إليها كانت مقبولة عند الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك.. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً مستوفية الشروط، سالمة من موانع القبول.
والذي يمنع من قبول التوبة هو أن يفعلها الإنسان وفي نيته أن يعود إلى ذلك الذنب، فننصحك أيتها الأخت الكريمة بأن تقطعي الصلة بالإنترنت فالظاهر أنه سبب كبير في ما أنت فيه، وأن تبحثي عن صديقات صالحات يقربنك من الله ويبعدنك عن أماكن الإثم والمعصية، وأن تواظبي على الدعاء في أوقات الإجابة بأن يصرف الله عنك هذا الجموح، وحاولي أن ترجعي إلى الله بقلبك ولسانك معاً، وابحثي عن رجل تتزوجين به ويعفك ويسترك وليكن ذلك البحث بالطرق الشرعية كأن يسعى وليك في عرضك على بعض الشباب الصالحين.
وراجعي في العادة السرية وفيما يساعد على التخلص منها الفتوى رقم: 5524.
والله أعلم.