خلاصة الفتوى:
لا تبطل الصلاة بمجرد كونها حصلت ممن يمارس الفواحش، والتوبة الصادقة تغفر بها الذنوب، والزوجة بعد العقد عليها يجوز أن يستمتع بها بكل ما يجوز بين الزوجين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أنكما قد أخطأتما أخطاء كبيرة بما ذكرته من الممارسة وترك الصلاة، والحمد الله أنكما قد أقلعتما عن هذا قبل أن تموتا. ونسأل الله أن يتقبل توبتكما ويعفو عنكما.
واعلم أن العبد إذا أخلص التوبة إلى الله فإن الله تعالى يتجاوز عنه بمنه وكرمه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه.
والشروط التي إذا توفرت في الشخص تكون توبته صادقة هي: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما حصل منه في الماضي، والعزم على عدم العود إليه في المستقبل.
ثم الصلاة التي كنتم تؤدونها مع الوقوع في كبيرة الزنا فإنها صحيحة إذا كان قد توفر شروط صحتها وخلت من المبطلات.
وأما الصلوات التي تركتمانها فإن حكمها مختلف فيه بين أهل العلم، فمنهم من يرى مجرد ترك الصلاة كفرا مخرجا من الملة، وأصحاب هذا القول لا يرون قضاءها بعد التوبة؛ لأن الكافر لا يطالب بقضاء الصلوات التي كان قد تركها قبل إسلامه.
ومن أهل العلم من لا يرى كفر تارك الصلاة، ولعل القول المنصف فيه هو أنه يكون كافرا إذا تركها بالكلية، أما الذي يصلي أحيانا ويدع الصلاة أحيانا كحالكما فإنه ليس كافرا. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 17277.
فالذي نرى رجحانه وهو الأحوط لكما هو أن تقضيا الصلوات التي لم تصلياها.
وفيما يخص ما حدث بينك وبين زوجتك بعد العقد الصحيح عليها فإنه مشروع لكما، والبنت لاحقة بك، ولا شبهة في شيء من ذلك؛ لأن العقد الصحيح بين الزوجين يبيح لكل منهما من الآخر ما يباح بين الزوجين، ولو لم تحصل وليمة.
والله أعلم.