الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بكون أبيكم يتعامل بالربا أنه يأخذ قروضاً من البنك مثلاً فلا شك في أنه آثم بذلك، فينبغي نصحه بلطف بأن يتقي الله تعالى وينتهي عن ذلك لما فيه من الإعانة على أكل الربا، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1587.
وأما هذا المال المقترض بعد تعلقه بذمة المقترض فقد صار ملكاً له فالحرمة متعلقة بالاقتراض وليس بالمال المقترض، فلا يكون هذا المال حراماً، وبناء عليه فلا حرج عليكم في انتفاعكم بشيء من هذا المال، ومن ذلك حجك من هذا المال، ونرجو أن يكون مقبولاً بإذن الله، وللمزيد من الفائدة راجعي في ذلك الفتوى رقم: 47285.وإذا كان يدع الأموال في البنك ليأخذ عليها فائدة فلا حرج عليكم أيضا في الأكل من ماله لأن ماله مختلط ومن كان ماله كذلك جازت معاملته فيه .
وبالنسبة للحديث المذكور بالسؤال فمعناه أن كل لحم نبت في جسد ابن آدم بسبب أكله مالاً حراماً فمتوعد بتعذيبه بالنار، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد والترمذي.
والله أعلم.