الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الواجب على من رأى منكراً أن يغيره حسب استطاعته، وإن كان هو المكلف بالرقابة ولم يغير المنكر كان عليه إثم ذلك الفعل، وقد تنضم إليه حقوق المغشوشين في الكيل.
وما ذكرته من أن وزن تعبئة الزيت العلمي هو 920 جرامًا للتر، والمعمول به في المصنع هو 910 جم للتر.. وأنك في كثير من الأحيان تجد سعة الزجاجات مختلفة عمّا هو مقرر لها، ومن الممكن أن يصل نقصها إلى 900 جم.. هو تطفيف وغش، وقد قال الله تعالى: وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ {المطففين:1-2-3}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس مني. كما في صحيح مسلم.
فالواجب عليك في هذا الأمر أن تنصح من يفعلونه وتنهاهم عنه، وتذكرهم بالله واليوم الآخر، قال عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
فإن استجابوا فذاك، وإلا فارفع أمرهم إلى السلطات، واعلم أنك قد تتعرض للأذى بسبب النصح والنهي عن المنكر فعليك بالصبر، قال الله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {لقمان:17}، ثم جميع ما ذكرناه هو الواجب على الشخص الذي رأى مثل هذا المنكر من غير أن يكون هو المكلف برقابته، وأما إن كانت مهمته هي مراقبة الوزن، فإنه إذا لم يمنع منه مع قدرته على ذلك، فإنه يكون هو المتحمل للإثم، وقد ينضم إلى ذلك أنه يتحمل حقوق كل من نالهم غش في الأمر المذكور، ولا يخفى عليك ما في ذلك.
والله أعلم.