خلاصة الفتوى: يجب على هذا الشاب أن ينصح لأمه ويبين لها حرمة السؤال من غير حاجة مع المحافظة على برها والإحسان إليها.
فلا شك أن التسول مذموم شرعا وممقوت طبعا ولذلك فقد حث الإسلام على التعفف والاستغناء عما في أيدي الناس ولو كان الشخص محتاجا. قال تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا {البقرة:273}
وذم السؤال ومنعه إلا لثلاث بينهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جانحة. وراه مسلم.
وقد بينا ذلك بالتفصيل والأدلة في الفتوى رقم: 17909، والفتوى رقم: 77671.
ولذلك فإن الواجب على هذا الشاب أن ينصح لأمه بالرفق واللين ويبين لها حكم التسول وأدلته.
وقبل ذلك وبعده عليه أن يبرها ويحسن إليها ولا يحمله عدم استجابتها له بعدم معاملتها بالتي هي أحسن، فقد أوصى الله عز وجل بالوالدين ولو كانا مشركين وأكد على حق الأم خاصة.
والله أعلم.