الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى يأمر عباده بالإنفاق يعني الصدقة من طيبات ما كسبوا من المال بالتجارة، ومما أخرجه الله من الأرض من الثمار والزروع التي أنبتها الله تعالى، ونهاهم الله تعالى عن القصد لإخراج الخبيث من المال، فلا يتصدق برديء التمر بل يلزمه الوسط، ولا يجب عليه إخراج أجود التمر ولا أجود الحيوان؛ لما في حديث الصحيحين: وإياك وكرائم أموالهم. وقال خليل في مختصره: ولزم الوسط.
ومعنى: تغمضوا تغضوا أبصاركم. والمراد أنه لو كان لأحدهم دين على صاحبه ثم قضاه بشيء رديء لا يقبله منه إلا إذا أغمض عينيه أي غضها عن العيب وسامح فيه، فكما لا يرضى أحدكم أن يأخذ الرديء لنفسه فلا يليق أن يتقرب به إلى الله، وقد نزلت الآية في بعض الأنصار كان يدخل الحشف في التمر الذي يتصدق به يظن ذلك جائزاً، وراجع للبسط في الموضوع تفسير ابن كثير والبغوي والقرطبي.
والله أعلم.