الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وما أجمل ما قرره شيخ الإسلام في آخر عقيدته الواسطية بعدما ذكر أصول الإيمان.
عند أهل السنة حيث قال رحمه الله:
ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة .
ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا ، ويحافظون على الجماعات .
ويدينون بالنصيحة للأمة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : « المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ؛ إذا اشتكى منه عضو ؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر » .
ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء .
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : « أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا » .
ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك .
ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك .
وينهون عن الفخر ، والخيلاء ، والبغي ، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق .
ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفسافها .
وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره ؛ فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة ، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم انتهى.
والله أعلم.