الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على الوالد مسؤولية تجاه أبنائه لا يجوز له التخلي عنها فإنهم أمانة في عنقه، وسيسأل عنهم يوم القيامة، فعليه مؤنة الصغار منهم والعاجزين عن الكسب من نفقتهم وكسوتهم وسكنهم وعلاجهم وتعليمهم، وكل ما يحتاجونه بالمعروف، وعليه زيارتهم وتعهدهم بكل ما يصلحهم، ولا يجوز له التخلي عن هذه المسؤولية بحال.
كما أن على الولد أن يبر أباه مهما فعل، ولا يجوز له عقوقه أو هجره، بل عليه زيارته وبره وصلته وطاعته في المعروف، ولا يجوز له بحال الهجر والقطيعة لوالده وإن هجرهم الوالد وقطعهم، والله سبحانه ناصر الواصلين المحسنين إلى أرحامهم، وإن قطع الأرحام وأساءوا، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال العلماء: أطع الله فيمن عصى الله فيك.
وينبغي العلم بأن من حق الوالد أن يتزوج بالثانية، وإذا كانت هذه المرأة صالحة فلا ينبغي بغضها ومعاداتها، بل ينبغي حفظ حقوقها كمسلمة من أهل ود الوالد، ونشير على الأخ بأن يسعى في الإصلاح بين والديه أو يوسط بينهم من أهل الخير من يصلح بينهما، بحيث ترجع الوالدة إلى الوالد، بأن يطلب من الوالد مراجعة والدته، إذا كان الطلاق رجعياً، ويطلب من الوالدة القبول بالرجوع، وتقبل الزوجة الثانية، ولو تطلب الأمر أن تتنازل له عن بعض حقوقها بما يرضي الوالد، ويقنعه بإعادتها ولعل الله عز وجل أن يلين قلب الوالد مرة أخرى وتعود المياه إلى مجاريها... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.