الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر لك حرصك على سلامة معتقدك وصدق طلبك للعلم الشرعي، ولتصحيح ما درسته من عقيدة الأشاعرة فإننا ننصحك بدراسة عقيدة أهل السنة من خلال أهل العلم الموثوق بهم في بلدك أو ما جاورها. ومن ذلك الاستماع للدروس المسجلة للعلماء المعروفين بسلامة معتقدهم وهم كثير ولله الحمد ومن أحسنهم أسلوباً وشرحاً العلامة محمد العثيمين رحمه الله، كما يمكن أن تلتحق بالجامعة الإسلامية المفتوحة وفرعها الرئيس في القاهرة، فإن لم يمكنك فعليك بالرحلة لذلك، ويمكنك مثلاً السفر للتعلم في المعاهد والجامعات العلمية التي تدرس منهج أهل السنة بمكة أو بالمدينة النبوية ونحوها، فإن لم تفعل أو لم يتيسر لك فعليك اقتناء الكتب المفيدة عند أهل السنة في العقيدة، ولتبدأ بالأسهل منها كالأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، وأعلام السنة المنشورة (200 سؤال وجواب في العقيدة)، ونحو ذلك، ثم المتوسط كالعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد، وكتاب الإرشاد لصحيح الاعتقاد للشيخ الفوزان، ومختصر معارج القبول.
ثم الأكبر منها كشرح الطحاوية، وشرح لوامع الأنوار البهية للسفاريني، وشرح الواسطية، والتدمرية، والفتوى الحموية، وشرح كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية وغير ذلك من الكتب.
وقد يختلف الأمر حسب مستواك وتحصيلك فقد يصلح للمتوسط أحياناً دراسة بعض ما ذكرناه في المرحلة الثالثة أو دراسة مختصر له، واختيار الكتاب المناسب يخضع لعوامل أخرى، كوجود الشيخ المتمكن في تدريسه وتوفر نسخه ونحو ذلك، والمهم أن تقوم بدراسة هذه الكتب أو ما تيسر لك منها ولتعلم أنها -اعني عقيدة أهل السنة- أسهل بكثير من أي عقيدة تخالفها، وهذا هو شأن الحق دائماً، كما أنه شأن هذا الدين الموصوف باليسر ورفع الحرج وعدم التكلف والغموض الموجود في غيرها من عقائد.. ثم إن أشكل عليك أمر فنسعد بتواصلك معنا واستفساراتك عما أشكل عليك.
وننبه إلى أن هذه الدراسات غير المباشرة وإن كان فيها خير ونفع إلا أنها لا تغني أبداً عن الدراسة التي تكون على أيدي المشايخ مباشرة، فيكتسب طالب العلم مع العلم الأدب والخشية والزهد في الدنيا والورع والإنابة والإخبات، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، ولمعرفة التوافق والتخالف بين عقيدة أهل السنة وما قرره الأشاعرة يمكنك الرجوع إلى كتاب الشيخ سفر الحوالي والذي سماه منهج الأشاعرة في العقيدة... وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.