الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول ابن كثير في معنى قوله تعالى -حكاية عن ذي القرنين-: حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف:86]، أَيْ: فَسَلَكَ طَرِيقًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى أَقْصَى مَا يَسْلُكُ فِيهِ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ، وَهُوَ مَغْرِبُ الْأَرْضِ.
وَقَوْلُهُ: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أَيْ: رَأَى الشَّمْسَ فِي مَنْظَرِهِ تَغْرُبُ فِي الْبَحْرِ الْمُحِيطِ، وَهَذَا شَأْنُ كُلِّ مَنِ انْتَهَى إِلَى سَاحِلِهِ، يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُبُ فِيهِ، وَهِيَ لَا تُفَارِقُ الْفَلَكَ الرَّابِعَ الَّذِي هِيَ مُثَبَّتَةٌ فِيهِ لَا تُفَارِقُهُ.
وقوله تعالى: (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قيل: معناه: حامية. أي: حارة. اهـ.
وبهذا اللفظ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، وقرأ الباقون (حامية) أي كثيرة الحمأة، وهي الطينة السوداء، يقال: حمأت البئر حمأًَ بالتحريك، كثرة حمأتها.
قال القرطبي: وقد يجمع بين القراءتين، فيقال: كانت حجارة وذات حمأة.
والله أعلم.