الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن تقاضي المسؤول مكافأة مالية من المقاولين أو اشتراطه أن يشاركهم مقابل مساعدتهم في الحصول على مشروع يعتبر رشوة يحرم بذلها وقبولها، لما في ذلك من خيانة الأمانة وظلم الآخرين، هذا من حيث الأصل، لكن إذا كنت أحق بهذه المشاريع من غيرك نظراً لجودة المواصفات التي تقدمها ورخص الأسعار ونحو ذلك، وكنت على يقين من أنه ليس في المتقدمين من هو مساو لك فيما ذكر، ولم تجد وسيلة للحصول على المشروع إلا بدفع رشوة، فلا حرج في ذلك لأنك تتوصل بذلك إلى حقك دون أن تبطل حق غيرك، والإثم في ذلك على الآخذ دون المعطي. وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم:6257، والفتوى رقم: 1713.
وبهذا تعلم أنه لا يلزمك التوقف عن مهنة المقاولة، إنما يلزمك أن تتوقف فقط عن الرشوة حيث لا يجوز لك بذلها.
والله أعلم.