النصيحة لمن ابتليت بأخت موسوسة مريضة

24-3-2008 | إسلام ويب

السؤال:
عندي أخت أكبر مني وأخ أصغر مني،أختي الكبيرة مريضة بمرض الوسوسة تتخيل أني أنا ممكن أسحرها أو أؤذيها،،فلذلك ما ترضى تخليني أنام معاها في نفس الغرفة فأضطر أنام عند أخي في الغرفة، وهي من أعراض مرضها تحب تتكلم كثيرا، ممكن تتكلم لمدة 6 ساعات بدون توقف،،فالكل في البيت يحاول يتحملها لساعة أو أكثر وما نقدر،،بابا وماما ينفذان لها كل طلباتها من وهي صغيرة حتى لو هذي الطلبات تتعدى حقوقي أنا وأخي بغرض يخلصوا من وجع الرأس،،لأنها تنهار وتبكي بالساعات،،هي تبلغ من العمر 30 سنة،،أنا نفسيتي تتعب كثيرا لأني ما أحس بحنان ماما أو بابا،،يخافان أن يحنوا علي قدامها حتى ما تغار، لأنه ممكن تغضب وتنهار أنا أقوم بشغل البيت كله وهي رفضت،،تقول للناس في الخارج أو أهلي الذين ما هم ساكنين معانا أنها تساعدني،،ولكنها بالعكس تخرب لكن بابا وماما قالوا لي أسكت وما أخبر أحدا المشكلة يا شيخ أنا تعبانة جدا،أحس بكآبة،،هي من زمان كانت تسيطر علي كثيرا وكنت ما أقدر أقول لها لا حتى لو على شيء ضدي لكن لخوفي منها ومن ردة فعلها وأعرف إنه ما في أحد يقف معي،،لكن مع مرور الوقت أصبح قلبي يقسو أصبحت آخذ حقوقي منها ومشاكلنا تزداد لأنها لم تكن متوقعة مني ردة الفعل هذه،،وكل ما أشوفها تمسح المكان الذي أجلس فيه أو تغير صحن الأكل الذي أغرف لها الأكل فيه خوفا من أني أسحرها أحس أن قلبي يتقطع من داخل وأبتعد عنها أكثر،،حاولت أصارحها لكن ما في فائدة،،حاولت أعاملها عاديا وأتغاضى عن الأمور التي تحدث المشاكل أختي أمرت ماما بأن تنام معها في الغرفة لأنها تخاف تنام وحدها ولكن بابا اعترض في البداية لأنه هو من حقه ينفرد بزوجته وما يصير ينام وحده،،أختي انهارت وامتنعت عن الأكل وذهبنا بها إلى المستشفى لأنها داخت،،المهم بابا استسلم والمشكلة الأكبر أنه بعدها بفترة راح وتزوج على ماما في السر وأنا اكتشفت الموضوع هذا لبعض الحركات التي كانت مكشوفة،،بحجة أن ماما ما تنام معه في الغرفة وأنه هو تعب من المشاكل،،العائلة الكريمة كلها تقول نحن السبب في تعاسة بابا،،
السؤال كيف أتعامل مع أختي؟
وكيف أتعامل مع النفور الذي تكون عندي من ناحيتها؟
وكيف أتعامل مع العائلة الكريمة التي تقول إننا نحن سبب تعاسة أبي؟
وكيف نريح أمي من الهم الكبير الذي اسمه أختي؟ أنا خائفة، أرجوك ساعدني.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله عز وجل يبتلي عباده في هذه الدنيا بأنواع من الابتلاءات امتحانا منه واختبارا، لينظر كيف يعملون؟ وهل يصبرون ويشكرون؟ ثم يجازيهم على ذلك في الدار الآخرة، فهذا الأمر ينبغي أن لا يغيب عن بال الأخت، وأن تستشعر أن الله عز وجل قد ابتلاها كما ابتلى أبويها من قبلها بهذه الأخت المريضة ، فنوصيها بعدة أمور:

أولها: ما سبق من استشعار كون هذا ابتلاء من الله عز وجل لينظر هل تصبر وتتقي وتحسن، أم تجزع وتتعدى وتسيء.

ثانيا: تقدير كون أختها مريضة، ومعاملتها على وفق ذلك، من الرفق بها، والتجاوز عن أخطائها، وكظم الغيظ والإحسان إليها.

ثالثا: الصبر فإن الصبر سلاح المؤمن، وإن النصر مع الصبر، وإن الله يحب الصابرين، فلتصبر.

رابعا: لتستعن بالصلاة إضافة إلى الصبر فإن في الصلاة راحة، وفيها تقوية على الاستمرار في عمل الخير، ولا تنس الأذكار قبل وبعد الصلاة وفي الصباح والمساء، وعند النوم، ففي ذكر الله طمأنينة قال تعالى:اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ . {البقرة: 153}

وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.{الرعد:28}

خامسا: لتحتسب الأجر على قيامها بشؤون البيت، وتعبها في سبيل راحة والديها وإخوانها، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

سادسا: لتحرص على رضا والديها وراحتهما فإن في رضاهما رضا الله عز وجل.

فإذا قامت الأخت بما يجب عليها فلا تلتفت لكلام الناس، وليكن همها ماذا سيقول الله عز وجل لها يوم القيامة إن هي قصرت في ذلك.

والله أعلم.

www.islamweb.net