الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله عز وجل يبتلي عباده في هذه الدنيا بأنواع من الابتلاءات امتحانا منه واختبارا، لينظر كيف يعملون؟ وهل يصبرون ويشكرون؟ ثم يجازيهم على ذلك في الدار الآخرة، فهذا الأمر ينبغي أن لا يغيب عن بال الأخت، وأن تستشعر أن الله عز وجل قد ابتلاها كما ابتلى أبويها من قبلها بهذه الأخت المريضة ، فنوصيها بعدة أمور:
أولها: ما سبق من استشعار كون هذا ابتلاء من الله عز وجل لينظر هل تصبر وتتقي وتحسن، أم تجزع وتتعدى وتسيء.
ثانيا: تقدير كون أختها مريضة، ومعاملتها على وفق ذلك، من الرفق بها، والتجاوز عن أخطائها، وكظم الغيظ والإحسان إليها.
ثالثا: الصبر فإن الصبر سلاح المؤمن، وإن النصر مع الصبر، وإن الله يحب الصابرين، فلتصبر.
رابعا: لتستعن بالصلاة إضافة إلى الصبر فإن في الصلاة راحة، وفيها تقوية على الاستمرار في عمل الخير، ولا تنس الأذكار قبل وبعد الصلاة وفي الصباح والمساء، وعند النوم، ففي ذكر الله طمأنينة قال تعالى:اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ . {البقرة: 153}
وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.{الرعد:28}
خامسا: لتحتسب الأجر على قيامها بشؤون البيت، وتعبها في سبيل راحة والديها وإخوانها، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
سادسا: لتحرص على رضا والديها وراحتهما فإن في رضاهما رضا الله عز وجل.
فإذا قامت الأخت بما يجب عليها فلا تلتفت لكلام الناس، وليكن همها ماذا سيقول الله عز وجل لها يوم القيامة إن هي قصرت في ذلك.
والله أعلم.