الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى: 68107، الكلام عن عقيدة ابن الجوزي ومآخذ العلماء عليه كابن تيمية وغيره، ولم يكن -رحمه الله- من الصوفية، أو الحلولية، وحاشاه، بل هو نفسه ينقم على هؤلاء، ويذم فعالهم وما هم عليه من باطل في مواطن كثيرة من كتبه، منها كتابه المسمى بتلبيس إبليس، فقد ذكر فيه جملة من تلبيسات الشيطان على الصوفية. وقصده بعبارته هذه الاعتبار بمخلوقاته سبحانه، وجميل صنعه فيها، ومعرفة صفاته التي تدل عليها هذه المصنوعات بما يؤول إلى زيادة محبته، والاستدلال بذلك على وجوده سبحانه وعظيم منه وإحسانه، إذ قد بين هذا التجلي -رحمه الله- في العبارة نفسها بقوله: أراه فيه بإتقان ذلك الصنع، وحسن ذلك المصنوع. اهـ.
وقريب من ذلك ما يقره العلماء ويتناقلونه من قول الشاعر {ابن المعتز}:
فيا عجبا كيف يعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
والله أعلم.