خلاصة الفتوى:
إن كان هذا الموقع يقوم على نشر النصرانية فلا يجوز لكم خدمته بحال ففي ذلك إعانة على الإثم والعدوان، ولا يجوز لكم توقيع عقد مع القائمين عليه ولو بقصد أخذ الأموال وإنفاقها في وجوه الخير، ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الأمر على ما ذكرته من أنكم ستقومون بخدمة هذا الموقع بما ذكرته، وكان هذا الموقع يقوم بنشر الديانة النصرانية فلا يجوز لكم أصلا توقيع هذا العقد معه؛ لأن في ذلك إعانة على نشر الباطل وقد قال تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وما ذكر لكم من كون هذا العمل ليس بحرام، وأنه يكفي أن تشترطوا عليهم عدم الإساءة للإسلام، فقول لا يصح إذ إن الأمر ليس متعلقا فقط بالإساءة للإسلام، بل إن في نشر هذا الباطل إساءة للإسلام ولا بد، فإن الإسلام جاء بالتوحيد الخالص الذي يتضاد مع مثل هذا الباطل الذي يقوم عليه دين النصرانية. وراجع الفتويين: 8210، 10326.
والأمر على ما ذكرنا من أنه لا يجوز توقيع على هذا العقد أصلا ولو بقصد إنفاق هذا المال في وجوه الخير. ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه.
روي الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه سلم قال: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك الله خيرا منه.
والله أعلم.