خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن على المرء أن يسعى في أن يكون قويا ومؤثرا لا متأثرا، وأن يكون قدوة حسنة لغيره، وأن يملأ فراغه بما ينتفع به في دنياه وآخرته، لا أن يسلم نفسه للفراغ، وخصوصا إذا خشي أن يقع بسبب ذلك في المحظور.
ولكن في المقابل، فإن الأصل في عمل المرأة أن يكون في بيتها وتربية أبنائها إن كان لها أبناء، وخاصة إذا وجدت من يقوم بشؤونها خارج البيت. قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى {الأحزاب:33} .
ويباح للمرأة أن تعمل خارج بيتها، ولكن بشرط أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال، وعن المغريات وأسباب الفتن، وعن كل ما من شأنه أن يخل بشيء من واجباتها الدينية.
وما ذكرت أنه يمر بك من المغريات الكثيرة، وما اعتدت عليه من رؤية الخطأ، وما أنت فيه من جو الاختلاط... كلها أمور تفيد أنه لا يشرع لك ممارسة العمل الذي أنت فيه، ولا الاستمرار فيه.
فبادري إلى التوبة مما ذكرته، واتركي هذا العمل.
وما ذكرت أنك تخافينه من الوقوع في المحظور بسبب الفراغ إذا بقيت بدون عمل فيمكنك تفاديه بخلق جو عملي في البيت، وبإعداد برنامج للدراسة المنزلية، وبمتابعة الندوات والحلقات المهمة التي تذاع وتنشر على الشاشات، وغير ذلك مما هو كثير...
ونسأل الله أن يعيننا وإياك على التمسك بالدين، ويسلك بنا وبك سبل النجاة.
والله أعلم.