الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حزن القلب ودمع العين عند المصيبة أو تذكرها لا حرج فيهما شرعا، ما لم يكن معهما رفع صوت أو تسخط من قدر الله تعالى وعدم الرضى بقضائه.
ففي صحيح البخاري وغيره أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأنت يا رسول الله. فقال: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وأما صدقتك عن أمك والدعاء لها.. بعد وفاتها فهذا من كمال برها ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وروى الإمام أحمد أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" هل بقي من بر أبوي شيء بعد موتهما ؟ فقال: خصال أربعة: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما.
وأما كون ذلك رياء أو إخلاصا فهذا راجع إلى مقصدك منه ونيتك فيه.. فقد عرف أهل العلم الرياء بأنه ضد الإخلاص، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العبد العمل ليراه الناس
هذا وننبهك إلى أن عليك أن تشتغل بصلاتك وتتدبر ما تقرأ فيها من قرآن وأدعية وأذكار ليكون ذلك عونا لك على تعقلها والخشوع فيها.
كما ننبهك إلى أن فضيلة الشيخ محمد حسان ليس موجودا هنا؛ فالموقع الذي تخاطبه هو مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 25255.
والله أعلم.