الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن عليك بالشفاء عاجلاً غير آجل، وأن يرزقك الراحة والطمأنينة، ثم اعلمي أن الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه وعدله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يعاقب المسلم من غير ذنب، بل يغفر الذنب ولا يعاقب على الخطأ والنسيان، فلتريحي نفسك، ولا تحمليها ما لم تكلفي به ولا تقنطي من الشفاء، فإن ذلك من القنوط من رحمة الله وهو ذنب عظيم.
ثم إن كل ما ذكر من الخوف والشك في صحة كل صلاة وعدد ركعاتها والشك في خروج الحدث من بول أو غيره، والشك في حصول الأكل أثناء الصيام كل ذلك بسبب الوسوسة والاسترسال معها، ولا علاج أنفع في هذا الأمر من الالتجاء إلى الله تعالى، والاستعاذة به والإعراض عن كل هذه الوساوس والخطرات، والمداومة على قراءة المعوذتين، ولو أن المسلم عندما يصاب بالوسوسة يعرض عنها ويعصي ما يملي إليه الشيطان من تلك الخطرات والأوهام لما تفاقمت عليه، ولما وصل الأمر إلى مثل هذه الحالة، ثم اعلمي أنه لا عبرة بهذه الشكوك الكثيرة في صحة الصلاة والوضوء، فالموسوس الذي كثرت شكوكه شكه غير مؤثر في صحة العبادة، ولا يلزم منها سجود سهو، وكذلك لا عبرة بالشك في الأكل أثناء الصيام لأن الأصل عدم الأكل فلا يفطر الصائم إلا إذا تيقن أنه تناول مفطراً، وللمزيد من الفائدة فيما يتعلق بالموضوع يراجع الفتوى رقم: 101633، والفتوى رقم: 49459.
والله أعلم.