الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأي واعظ أبلغ من هذا الواعظ، فبينما ترى للإنسان وجها مضيئا وجسدا حيا وعقلا مدبرا وإذا بالموت ينزل به فيذبل ذلك الوجه المضيء، ويموت الجسد الحي، ويتحول الإنسان إلى جثة هامدة لتوارى في التراب، فينبغي للعاقل الحازم أن يتذكر تلك اللحظات ولا يغتر بما هو فيه من العافية والسلامة، فالموت يأتي بغتة.
وقد روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل من الأنصار: من أكيس الناس وأكرم الناس يا رسول الله؟ فقال: أكثرهم ذكرا للموت، وأشدهم استعداد له، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة. وجود إسناده العراقي رحمه الله.
وصدق من قال:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته * يوما على آلة حدباء محمول.
قال الحسن البصري رحمه الله: فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحا، والموت على ما فيه من أهوال وشدائد، إلا أنه باب يدخل منه إلى غيره فإما نعيم وإما جحيم، فليستعد العاقل لتلك اللحظات، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. انتهى
فيجب عليك أيها الأخ أن تتوب إلى الله توبة نصوحا وتبادر إلى الالتزام بالصلاة وفرائض الدين قبل أن يبغتك الموت وأنت على الحال التي وصفت فتندم حيث لا ينفع الندم.
والله أعلم.