خلاصة الفتوى: فقد حرم الله الظلم وتوعد أهله بالعقاب، ومن الظلم تفضيل بعض الأبناء على بعض في العطايا بغير مسوغ،على ما رجحه أهل العلم، ومن الظلم البين أمر الأبناء بعقوق والدهم وحرمانه من حقه في برهم وطاعتهم، فلا يجوز للأم أن تفعل ذلك، ولا يجوز للأبناء طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما أن من أقبح الظلم وأبشعه عقوق الوالد وتوجيه الكلام السيء نحوه.
فقد حرم الله الظلم وتوعد أهله بالعقاب، وفي الحديث: الظلم ظلمات يوم القيامة. رواه البخاري. ومن الظلم تفضيل بعض الأبناء على بعض في العطايا بغير مسوغ على ما رجحه كثير من أهل العلم، والدليل على أن المفاضلة بين الأبناء في ذلك ظلم، حديث النعمان بن بشير وفيه: فلا تشهدني، فإني لا أشهد على جور. رواه البخاري ومسلم. وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم 33348.
ومن الظلم البين أمر الأبناء بعقوق والدهم وحرمانه من حقه في برهم وطاعتهم، فلا يجوز للأم أن تفعل ذلك، ولا يجوز للأبناء طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ولذلك نقول للأخت السائلة: إن ما تفعله والدتك من تمييز بين أبنائها ظلم، وأشد منه وأعظم ما ذكرت من حديثها عن الوالد بالسوء وتحريض الأبناء على كرهه وعدم إعطائه من المال، وهذا الظلم يجب عليكم نهي والدتكم عنه، وعدم طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما سبق.
وعليكم أن تعرفوا حق والدكم فإن له من الحق مثل ما لوالدتكم، وعليك أيتها الأخت الفاضلة نصح والدتك وإخوتك وبيان حرمة ما يفعلون مع والدك، وتحذيرهم من العقوق فإنه من كبائر الذنوب، وفي الحديث: لا يدخل الجنة عاق.
وعليك ببر والدك وطاعته في المعروف، والإحسان إليه بالمال وغيره، ولا إثم عليك من غضب والدتك، إذا كان بغير حق، وعليك ببرها والإحسان إليها في المعروف وفيما ليس فيه معصية لله عز وجل.
والله أعلم.