خلاصة الفتوى: الواجب تعظيم الله سبحانه، ولا يجوز تعمد تحريف التلفظ بأسمائه الحسنى ؛ فذلك من الإلحاد فيها وهو باب من أبواب الكفر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحالف بهذه الكيفية لا يتمكن من الإتيان بالحروف فلا حرج في ذلك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإن كان يستطيع ذلك لكنه يتعمد أن يتلفظ بهذه الكلمة على هذا النحو لعبا واستهزاءا، كما هو حال بعض الناس الذين يقولون هذا من باب الفكاهة والهزل والتضاحك. فلا شك أن هذا منكر عظيم ولا يجوز؛ لأن فيه تهاونا بأسماء الله عز وجل وتركا لتعظيمه سبحانه ، كما أن في ذلك إلحادا في أسمائه الحسنى بتحريفها عن معناها ؛ وهو من أسباب كفر المشركين السابقين كما في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي – في تفسير قوله تعالى : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأعراف:180}
وقال ابن القيم: الإلحاد في أسمائه العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت، وهو أنواع :
(أحدها) أن يسمي الأصنام بها كتسمية اللات من الإله.
(الثانية) تسميته بما لا يليق بجلاله، كتسمية النصارى له أبا والفلاسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة.
(الثالثة) وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول اليهود: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}، وقولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}
(الرابع) تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها، وجحد حقائقها، كقول الجهمية. اهـ
فاجتمع في قول القائل والاه العزيم- عدة محظورات:
الأول : الإلحاد في أسمائه الحسنى.
الثاني : الحلف بغيره تعالى.
الثالث : ترك التعظيم الواجب له عز وجل والاجتراء عليه.
وعليه، فالواجب على من سمع مثل ذلك أن يبين الحكم لقائله، وينكر عليه هذا المنكر، ولا يصح أن يعتذر القائل بأنه ما يريد إلا الضحك والهزر ؛ فقد قال سبحانه في نحو ذلك : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ.{التوبة:65-66}.
والله أعلم.