الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا علمت أن القطرات التي انفصلت عن يدك قد انتقلت إلى بدنك وهي نجسة بأن كان المحل الذي تطهر لا يزال متنجساً، فهي نجسة وعليه فلا بد من غسل ما أصابته من ثوب أو بدن ما لم تكن رذاذاً لا يدرك بالعين فيعفى عنه لقلته، ولمعرفة كلام أهل العلم في حكم الماء المنفصل عن الموضع الذي يطهر راجع في ذلك الفتوى رقم: 32186.
وإذا كانت النجاسة قد سبق صب المال عليها حتى طهر المحل فما تطاير من القطرات في هذه الحالة لا يلزم غسل ما أصابته من ثوب أو بدن، قال ابن قدامة في المغني: الثالث: أن ينفصل غير متغير من الغسلة التي طهرت المحل، ففيه وجهان، أصحهما أنه طاهر، وهو قول الشافعي لأنه جزء من المتصل، والمتصل طاهر فكذلك المنفصل، ولأنه ماء أزال حكم النجاسة ولم يتغير بها فكان طاهراً كالمنفصل من الأرض. انتهى.
وأما إذا شككت فالأصل في الأشياء الطهارة حتى تثبت نجاستها، كما تقدم في الفتوى رقم: 57301، والفتوى رقم: 47340، وراجع أيضاً هاتين الفتويين: 60419، 55751.
والله أعلم.