خلاصة الفتوى:
يجب في الإجارة أن تكون الأجرة فيها معلومة ومتى كانت مجهولة أو بعضها معلوم وبعضها مجهول فالإجارة فاسدة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صاحب الإبل في المعاملة المذكورة استأجر الشخص الآخر ليقوم برعايتها وحفظها لمدة ست سنوات على أن تكون أجرته نصف الموجود منها وما لم يوجد بعد، واشترطا أيضا أن ما يوجد منها من الذكور يباع ويقتسمان ثمنه .
فالأجرة هنا مجهولة لأن بعضها على ما لم يخلق وقد لا يخلق، وإذا خلق لا يدري أيكون تاما أم ناقصا، وهل تلد ذكورا أو إناثا، كما أن اشتراط بيع حصته من الذكور شرطا يزيد المعاملة فسادا.
وأما ما تلف من الإبل في يد الراعي فإنه غير ضامن إذا كان خاصا ما لم يتعد أو يفرط في عمله لأنه أمين والأمين لا ضمان عليه إلا إذا ضمن أ و تعدى كما تقدم، وأما إن كان الراعي مشتركا يرعى لأكثر من شخص فهذا مختلف في تضمينه ما لم يأت ببينة أنه ما فرط ولا تعدى،
جاء في فتح العلى المالك: في مسألة ضمان الراعي: تنبيهات الأول: الخلاف إنما هو في المشترك وأما المخصوص فهو على أصل الأمانة لا ضمان عليه إلا بتعد أو تفريط.
الثاني: يجب تقييد تضمين المشترك على القول بأن لا يكون له بينة على الضياع من غير سببه.انتهى.
والله أعلم.