الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجواب هذا السؤال يقتضي النظر إلى جهتين:
الجهة الأولى: جهة الولد الذي أكل من مال والده مضطراً نظراً لفقره وحاجته، فهذا المرض ليس في حقه عقوبة، لأنه لم يفعل محرماً يعاقب عليه، فقد قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}، وهو قد أكل منه مضطراً، إنما هذا المرض في حقه مجرد ابتلاء واختبار، قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت:2} أي لا يختبرون.
الجهة الثانية: جهة الوالد الذي كسب الحرام، فقد يكون مرض ولده في حقه عقوبة له، فقد قال ابن كثير في تفسيره نقلاً عن أبي البلاد قال: قلت: للعلاء بن بدر: وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال: فبذنوب والديك.
فالحاصل أنه قد يعاقب المرء بمرض من يحب من ولد وغيره، ولا يلزم من ذلك أن يكون المرض عقوبة في حق من أصيب به؛ بل قد يكون في حقه مجرد بلاء واختبار هل يصبر أم لا؟.
والله أعلم.