خلاصة الفتوى: فإنك على خير ما دمت لك ضمير يؤنبك فبادر إلى التوبة وأحسن الظن بالله وعليك بكثرة الدعاء والحرص على مصاحبة الأخيار والزواج إن أمكن أو الصوم إن لم تستطع، ونحو ذلك مما يعينك على الثبات على الحق، وإذا غلب على ظنك أنك مصاب بشيء من المس أو العين ونحوهما فلترق نفسك بالرقية الشرعية. واعلم أن من تمام التوبة من السرقة رد المسروق إلى صاحبه أو إلى مكانه وهو هنا صندوق المسجد، وعليك بمراجعة أهل الاختصاص بخصوص ما تعاني بسبب حب الشباب الذي في وجهك
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يتوب عليك وأن يردك إلى جادة الصواب وأن يطهرك من ذنوبك إنه سميع مجيب.
واعلم أنك على خير ما دمت صاحب ضمير حي يؤنبك على ما اقترفت من الذنوب والمعاصي، ولا يجوز لك أن توقع نفسك في اليأس من رحمة الله تعالى فتزداد ذنوبا إلى ذنوبك، فإن هذا اليأس من كبائر الذنوب. وإحسان الظن بالله تعالى أمر مطلوب شرعا فاجتهد في أن تبعد عن قلبك ما رددت من كلمات كقولك إنك أصبحت ملعونا أو أنك ممسوخ ونحو ذلك.
فعليك بالمبادرة إلى التوبة الصادقة مع الإكثار من دعاء الله تعالى أن يوفقك وأن يثبتك، وعليك أن تلزم كل وسيلة يمكن أن تعينك في الثبات على الحق، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم:105989 ، ونرجو أن تستفيد من الفتاوى المحال عليها فيها فإذا سرت على هذا النهج كنت بإذن الله ممن تاب الله عليهم وممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وإذا غلب على ظنك أنك مصاب بشيء من المس أو العين ونحوهما فارق نفسك بالرقية الشرعية وهو الأفضل، ويمكنك أن تستعين ببعض أهل الاستقامة ليرقيك.
وننبهك في ختام هذا الجواب إلى أمور:
الأول: أن من تمام توبتك من أمر سرقة مال المسجد أن تقوم برد هذا المال لصندوق التبرعات بالمسجد.
الثاني: أن علاج ما أصابك في وجهك مما يسمى بحب الشباب ميسور بإذن الله، فعليك بمراجعة الاختصاصيين من الأطباء.
الثالث: بادر إلى الزواج لتعف نفسك فإن لم يمكنك ذلك فعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله أعلم.