الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي أن مسألة ضبط ما يجب طاعة الوالدين فيه وما لا يجب مسألة عسرة حتى قال فيها الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله: إلا أن ضبط الواجب من الطاعة لهما والمحرم من العقوق لهما فيه عسر. انتهى
وقال سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله: لم أقف في عقوق الوالدين وفيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمده، فإنه لا يجب طاعتهما في كل ما يأمران به وينهيان عنه باتفاق العلماء..الخ
كما أن إرضاء الوالدين واجب شرعي به ينال رضى الله تعالى؛ كما في الحديث: رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
لكل على أي حال أن أمكنك أن تقنعها بما تريد فعله وأن فيه المصلحة لك وأن الأصل أن تأسيس بيت الزوجية إنما هو على الرجل لا المرأة فافعل وحاول أن ترضيها وتهدي إليها بقدر من المال فلعلها تغار عليك كما تغار النساء، فإن تم ذلك واقتنعت ورضيت صنيعك فبها ونعمت، وإن لم يمكنك ذلك وكان إتمام الزواج متوقفا على هذا الأمر، فالأقرب فيما نرى أن تساعد زوجتك وأهلها مع تفادي علم أمك بذلك كيلا يحزنها.
وحينئذ حاول أن توصل إليهم المال بطريق غير مباشر ليمكنك استعمال التورية إذا احتجت إليها لتنفي إعطاءك المال قاصدا يدا بيد ونحو ذلك.
والله أعلم .