الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأولى ما نرشدك إليه الاستعانة بالله عز وجل بأن تكثر من دعائه أن ييسر لك الزواج ويعصمك من أسباب الفتنة، فمن يعتصم بالله عصمه، فأكثر من تكرار دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت. رواه أبو داود.
واعلم أن العادة السرية محرمة فالواجب عليك التوبة منها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 7170، ولا يجوز لك الإقدام على ارتكاب الفاحشة بحال، وينبغي أن تجتهد في أمر الزواج، فإن لم يتيسر لك فعليك بالصوم عملاً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وننصحك أيضاً بمصاحبة المستقيمين من زملائك الذين يعينونك على الخير.
ولا يلزم أن يكون ما يصيبك من مصائب عقوبة على ذنب، فقد تكون عقوبة وقد تكون لمجرد الابتلاء، كما هو مبين في الفتوى رقم: 44779.
وما ذكرت من أمر الشك في كل البنات المسلمات لا يجوز، ولا سيما إن كان الأمر يتعلق بالأعراض، فالأصل في المسلم السلامة، ولا بأس بأن تتحرى في الفتاة التي تريد الإقدام على الزواج منها بسؤال من هم أعلم بها من الثقات، والواجب عليك الحذر من أسباب الفتنة، ومن ذلك الدراسة المختلطة، وكذا الإقامة في بلاد الكفر فمن كان يخشى على نفسه الفتنة فلا تجوز له الإقامة هنالك، وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتوى رقم: 2523، والفتوى رقم: 31862.
والله أعلم.