الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من حال والدكم أنه أصابه الخرف وننصحكم بالتشاور مع الأطباء النفسانيين للتأكد من معرفة مستوى إدراكه، والكبير في السن مطالب بالتكاليف ما دام عنده عقله، وإن فقد العقل فلا تكليف عليه، وإذا كان عنده عقله فيتعين عليكم التلطف به والسعي لقيامه بالتكاليف الشرعية طهارة وصلاة مع الدعاء له، ويحسن أن تساعدوه في الحفاظ على الطهارة فتعطوه مناديل يدخل بها الحمام ويزيل بها الأذى عنه، وترغبوه في استعمال الماء عند الاستنجاء، وإذا كان يحب أكلكم معه فتتعين طاعته في ذلك، فإن كان عليه قذر نظفوه، وأما إن كان يرضى بالأكل وحده فلا حرج في عدم الأكل معه، ولكن الأولى أن تنظفوه وتجالسوه وتؤاكلوه، فالشارع حض على التلطف والبر بالوالدين عند كبرهما، ورهب من التأفف في خطابهما والتضجر منهما، وأما دفع الفلوس للفقراء فلا يجزئ عن الصلاة ولا يجزئ أيضا أن يصلي الفقراءعنه.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 38495، 106967، 100029، 8132، 74671، 18800.
والله أعلم .