خلاصة الفتوى: فمن واجب الوالدين أن يأمرا ولدهما بالصلاة، فعلى السائلة أن تستمر في أمر ولدها بالصلاة، وليكن ذلك بالطريقة المناسبة، ولا يكون عليها إثم بعد ذلك، وعليها أن تبين لزوجها وجوب أمر الولد بالصلاة.
فأمر الولد بالصلاة واجب على الوالدين، كما سبق في الفتوى رقم: 28789، فكيف لا يأمر أب ابنه بالصلاة، وهو يعلم مكانتها ومنزلتها في الإسلام، بل وينهى من يأمره بها، هذا لا يتصور إلا من جاهل جهلا عظيما بالإسلام وبالقرآن، ففي القرآن قول الله عز وجل على لسان لقمان الحكيم: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {لقمان:17}، وقوله عن إسماعيل عليه السلام: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم:55}، وقوله: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى. {طه:132}.
ولكن لعله يعترض على طريقتك في أمر الولد بالصلاة، فكوني رفيقة بولدك عند أمره بالصلاة، وانظري لأسلوب لقمان عليه السلام حيث عرف الابن أولا بالله عز وجل، ثم أمره بإقام الصلاة لهذا الإله العظيم، حيث قال قبل أن يأمره بالصلاة : يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌا. {لقمان:16}.
وعلى كل حال فأنت إذا قمت بما عليك من أمر ولدك بالصلاة لا يكون عليك إثم، وتذكري أن الهادي هو الله عز وجل وما عليك سوى التذكير، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر، فلا تتوقفي عن أمر ابنك بالصلاة بالطريقة المناسبة.
ولك أن تناقشي زوجك وتبيني له وجوب أمر الولد بالصلاة، وليكن نقاشا علميا هاديا بعيدا عن الانفعال والشجار.
والله أعلم.