الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجواب من عدة وجوه:
الوجه الأول: علاج الوسواس ذكر الله وقهره وعدم الاسترسال معه، وقد ذكرت الأخت السائلة أنها تطمئن نفساً إذا قرأت الكتاب العزيز أو دخلت في صلاة أو دعاء، وهذا دليل التوفيق ودليل الإيمان، واطمئنان النفس بالله تعالى دليل على إيمان صاحبها لا كفره أو فسوقه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}، وقال واصفاً حال أهل الإيمان مع القرآن: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ {الزمر:23}، وقال تعالى عن حال غير أهل الإيمان: وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ {الزمر:45}، فهذه الآيات نصوص دالة على آية الإيمان وصدقه وتمكنه من القلب.
الوجه الثاني: ما جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث أبي هريرة: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال وقد وجدتموه، قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيمان..
الوجه الثالث: مما سبق يتبين الجواب على إشكال الأخت واستفسارها، وحاصله أن ما تشعر به من إيهام داخلي أنها خارجة من الدين ونحو ذلك لا يضرها شيئاً وهو من كيد الشيطان فلتستعذ بالله وتلزم عروته وسيكفيها ذلك ربها.
وتراجع الفتوى رقم: 128213.
والله أعلم.