خلاصة الفتوى:
لا تجوز الاستعانة بالجن ولو في أمر يظهر أنه خير، وما أنت مصاب به له علاج ذكره أهل العلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نراه أنه لا تجوز المعالجة عند من يستعين بالجن لأن الاستعانة بالجن ولو كانت في أمور يظهر أنها من أعمال الخير. قد تؤدي إلى مفاسد كثيرة؛ ويصعب الحكم عليهم بالإسلام أو الكفر أو الصلاح أو النفاق؛ لأن الحكم بذلك يكون بناء على معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي.
فننصحك -إذاً- بتجنب أي أمر يحتمل أن يمت إلى الشعوذة بصلة.
ولا مانع من فعل ما أمرك به ذلك الرجل، طالما أنه لم يتجاوز قراءة القرآن على العسل وشرب ذلك.
وينبغي أن تعلم أن هذا الذي بك قد يكون سحرا، وإذا كان كذلك فقد ذكر له أهل العلم علاجا نحيلك فيه على فتوانا رقم: 8343.
ونسأل الله أن يشفيك ويزيل عنك ما بك.
والله أعلم.