خلاصة الفتوى: لا حرج في زواج الرجل بمن تكبره سيما إن كانت ذات دين وصلاح، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وهي تكبره بخمس عشرة سنة، ولا حرج على المرأة أن ترفض ذلك إن كان الزوج لا يناسبها أو تخشى من عدم نجاح ذلك الزواج مراعاة للعرف والعادة في ذلك،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي أرشد إليه الإسلام ورغب فيه هو مراعاة جانب الخلق والدين وابتغاء صاحبهما وصاحبتهما، فمن كان متديناً ذا خلق ودين فقد استجمع أهم الشروط والصفات المعتبرة، ولا ينبغي رفضه لفارق السن أو ضيق ذات اليد أو نحو ذلك، فلا اعتبار لفارق السن بين الزوجين أو غيره من الفوارق الاجتماعية، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وهي تكبره بخمس عشرة سنة وتزوج عائشة وهي تصغره بكثير، وزوج حبه زيداً بأم أيمن وكانت أكبر منه، وتزوج عمر أم كلثوم ابنة علي، وكانت أصغر منه وهكذا، فهناك وقائع كثيرة مشاهدة لرجال تزوجوا نساء أكبر منهم ونساء تزوجن برجال أكبر منهن والجميع سعداء.
وكذلك باقي الفوارق الأخرى لكن هذا لا يعني المنع من اعتبار بعض الصفات التي قد يكون لها أثر في الحياة الزوجية، كالجمال والمال أو الحسب أو غيرها، فيجوز للمرأة أن ترفض من هو أكبر منها أو أكبر منه وتبحث عمن يناسبها عمره أو جماله أو غير ذلك، لأن الزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، وكل ما من شأنه أن يحقق قصد الزواج وهو الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع، فمن كانت تحب المال فينبغي أن تبحث عن صاحب دين ومال، ومن كانت تحب الجمال فينبغي أن تبحث عن صاحب دين وجمال وهكذا السن والجاه وغيرها.
قال ابن قدامة: وتختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لجودته.
وكل إنسان أدرى بحاله وميوله فليختر ما يناسبه رجلاً كان أو امرأة، لكن ينبغي أن يكون الدين والخلق أولى ما يحرص عليه ويبحث عنه كما أرشد إلى ذلك الشارع الحكيم.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76112، 20348، 23255.
والله أعلم.