الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم كذا في المغني لابن قدامة، فالسائل إن كان اشتد عليه المرض بحيث يشق تأخيره إلى الليل جاز فطره، ابتداءً تداوي أم لا، ولا يقطع التتابع عند أحمد وقديم الشافعي إذا كان المرض مما يبيح فطره نهار رمضان.
أما إذا لم يكن المرض شديداً فلا يجوز له الإفطار للتداوي بقول طبيب وغيره، وعليه فهو قاطع للتتابع.
وعليه، فإن كان السائل ليس عليه ضرر من تأخير العلاج إلى الليل فبفطره المذكور قد انقطع تتابع صيامه، لأن الإفطار الذي لا يقطع التتابع إنما يكون بمرض يسوغ ذلك كما سبق، وأما كون علاجه مجاناً بالمستشفى نهاراً وفي غيره ليلاً بمال فلا يعد عذراً مسوغاً للإفطار، لأن ثمن المثل ولو بزيادة يسيرة لا تلجئ إلى الترخص.
والله أعلم.