الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الأخطاء والخلافات يمكن حلها ومعالجتها بحكمة ورزانة بعيداً عن السب والشتم والضرب، إذ لا يجوز ذلك شرعاً إلا في حالة واحدة وهي عند نشوز الزوجة وعدم استجابتها للوعظ وعدم تأثير هجرها في المضجع، حينئذ أباح الله للزوج أن يضربها ضرباً خفيفاً غير مبرح، والأولى ألا يلجأ إلى ذلك إذا كان سيؤدي إلى ما هو أعظم منه، وليسلك في علاج الأخطاء السبيل الحكيم في ذلك مع الصبر والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه، والمناصحة فيما لا يمكن فيه ذلك، وعدم إشراك طرف ثالث سواء أكان أهل الزوج أو أهل الزوجة في تلك المشاكل البسيطة لأن ذلك مما يزيدها ويشعبها في الغالب.. ولا يجوز لها الخروج من بيتك دون إذنك أو الامتناع من إعطائك حقك في الفراش إلا لعذر كمرض أو خشية وقوع ضرر ونحوه، فينبغي أن تبين لها ذلك كله بحكمة ورزانة، كما ينبغي أن تعتذر إليها وتستسمحها مما ذكرت عنها، فما لك أن تتكلم عن عرضها، بل يجب عليك سترها سيما إذا كانت قد تابت إلى الله من ذلك وأقلعت عنه.
وأما الطلاق فلا ننصحك به ولا ينبغي اللجوء إليه ما لم يستحكم الخلاف والشقاق وتستنفذ كل وسائل العلاج، ولكن إن أمسكتها فأمسكها بمعروف وإن سرحتها فسرحها بإحسان، وإن سرحتها بإحسانٍ فلا تعتبر ظالماً لها، وللمزيد راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8513، 100754، 79539، 98335، 58597.
والله أعلم.