خلاصة الفتوى: يجب رد المال إلى مستحقه بأية وسيلة ممكنة، وإذا رد بطريقة لا تضمن وصوله فإن الذمة لا تبرأ بذلك.
فقد أحسنت فيما أردته من التوبة والتخلص مما لا يحل لك من المال؛ لأن المال الحرام لو لم يكن فيه من الضرر إلا كونه حائلا بين المرء وبين أن تستجاب دعوته لكفى. وقد صح في السنة أنه يمنع إجابة الدعاء، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فالواجب عليك هو رد المال إلى الشركة التي تغيبت عن عملها في وقت يجب عليك البقاء فيه عندها. وأما غيرها من الشركات فإنه ليس لها عندك من حق، ولك أن ترد هذا المال بأية طريقة تضمن وصوله إلى مستحقه. وأما الكيفية المذكورة في السؤال فإنها لا تضمن وصوله؛ إذ الموظف قد لا تكون له حقوق عند الشركة، وإذا كانت له حقوق فقد يطالب الشركة بها فيما بعد، وبالتالي فلا نرى أنك تبرأ من هذا المال بهذه الطريقة؛ والذمة لا تبرأ إلا بمحقق.
والله أعلم.