الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك تجاه والدك أن تستمر في نصحه بالحسنى، وتبين له الحق بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة، وتحذره من خطورة ما هو عليه من بدع ومعاص وشركيات، وتتحين أوقات هدوئه ورضاه، فإن غضب فعليك السكوت كما قرر أهل العلم في كيفية الإنكار على الوالد، فعليك أن تتجنب غضبه أو إغضابه بقدر الإمكان بل تلطف معه في دعوته، ولك في قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه الكافر الأسوة الحسنة، وراجع الآيات في سورة مريم: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً* يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً* قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً* قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً* وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً* فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً*وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً {مريم 41إلى 50}.
وحاول أن تستعين بأهل الخير من أقاربك أو معارفك ممن تظن أنه يقبل منهم الوعظ والنصح، كما يجب عليك أن لا تطيعه إلا في المعروف ولا تستجيب لأمره لك بحلق لحيتك، وأما تخفيفها فإن كانت أكثر من قبضة فقد رخص في أخذ ما زاد عنها بعض أهل العلم، لكن المختار أنه داخل في المنع وهو خلاف السنة، وللمزيد من الفائدة راجع هاتين الفتويين: 57271، 3851.
والله أعلم.