الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأما بالنسبة للسفر للقرية المذكورة فإذا كنت لا تأمن من الفتنة على دينك فلا يجوز لك السفر إليها، وأما إذا كنت تأمن من ذلك فلا بأس بالسفر لغرض مباح كالتعامل مع المحلات التجارية التي فيها، فيما هو مباح على النحو المتقدم، وإن كان الأولى ترك هذا التعامل، فإن ذلك أسلم للدين وأبعد عن الإصابة بشؤم ما فيها من المعاصي. فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت: قلت: يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم.
قال الحافظ في الفتح: إنها استشكلت وقوع العذاب على من لا إرادة له في القتال الذي هو سبب العقوبة، فوقع الجواب بأن العذاب يقع عاما لحضور آجالهم، ويبعثون بعد ذلك على نياتهم. اهـ
والله أعلم.