الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وقعت في أخطاء عظيمة وأوزار كبيرة بما اقترفت من النميمة والتجسس والتحسس على أخوات زوجك وعلى زوجة أخي زوجك، وقصدك الطيب لا يبيح لك الوسائل المحرمة للوصول إليه، كما أن دفع الضرر عن النفس لا يبيح إيقاع مثله على الغير. ويمكنك دفع الضرر بالطرق المشروعة، فتوبي إلى الله تعالى مما وقعت فيه توبة صادقة ولا تعودي إليه، واحذري من الغيبة والنميمة أو التسمع إلى من ينقلها، وعاقبة ذلك مع ما فيه من الإثم هي ما رأيت وقديما قيل: من نم لك نم عليك.
وأما زوجة أخي زوجك فلا يجوز لك هجرها ومقاطعتها ولكن تتحقق صلتها بالسلام عليها والإحسان إليها، وأما الخوض معها فيما هي فيه أو الخوض مع أخوات زوجك أو أمه في القيل والقال فلا يجوز، وعليك مناصحة من يبسط لسانه منهم بالنميمة والغيبة ليكف عن ذلك في حضرتك، ولتكن معاملتك للجميع بالحسنى والصبر على الأذى والتغاضي عن الهفوات والزلات ما أمكن ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعلمي زوجك وأهله أنه لا يجوز لهم مقاطعة أخيهم وأخواتهم وهجرهم إن فعلوا، فليس الواصل بالمكافئ، وأدنى درجات الصلة هو السلام عند اللقاء. وينبغي لهم مناصحته ومحاولة لم شمل العائلة بالتراضي والتغاضي عن الهفوات والأخطاء السابقة.
وللمزيد انظر الفتاوى رقم:66124، 80230، 9350، 98229، 23920.
والله أعلم.