الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الداعي يقصد بقوله (اللهم زود قلوبنا من نورك حتى نرضى بك إلهاً) أن يعطيه الله من اليقين والنور ما يزداد به إيمانه بالله تعالى ورضاه بربوبيته بحيث يذوق طعم الإيمان بالله تعالى كما ينبغي فلا بأس بدعائه، لكن ينبغي للمسلم أن يقتصر على الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أتى بغيرها فليتجنب ما لا يتضح معناه، لأن ذلك قد يشكل على السامعين ويحيرهم كما حصل هنا مع الأخت الفاضلة.
أما عن الملاحظة الثانية فالظاهر أنه لا مانع من أن يعاهد الشخص ربه ألا يعصيه من يوم كذا ليوم كذا سواء صادف ذلك اليوم يوم السبت أم لا، ولكن على فاعل ذلك أن يعتقد أن هذا ليس سنة واردة، وملازمة هذا واعتياده بهذا التحديد أي يجعل يوم السبت يوماً لهذا العهد بحيث يصير طريقة شرعية بدعة محدثة على المسلم اجتنابها، والمسلم مأمور بتقوى الله تعالى في كل يوم وفي كل زمان سواء عاهد الله على ذلك أم لا، وهذا لا يتناقض مع ما ورد في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لأن ذلك خاص بيوم الجمعة وبهذه السورة بعينها وهذا التخصيص يتلقى عن الشرع ولا علاقة له بما ذكر.
وعن الملاحظة الثالثة فإنه لا حرج في أن يدعو العبد ربه أن يناديه يوم القيامة مع أهل الإيمان مع أن فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم غنى عن هذا كله، فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم عائذاً بك من سوء ما أعطيتنا وشر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. ذكره البخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم في المستدرك.
والله أعلم.