الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم يعامل الله عز وجل، ويعلم أنه محاسب على أعماله، ولن يحمل أحد عن أحد شيئا من أوزاره كما قال تعالى: وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى {فاطر:18} وقال: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.
فعلى الأخت أن تتقي الله وتعلم أن ضرر ما يقوم به الزوج يعود عليه لا عليها، ولا يجوز لها بحال أن تفعل الحرام بحجة الانتقام منه، أو مقابلة الخيانة بمثلها، فقد نص العلماء على أن من اعتدي على عرضه لا يجوز له الاعتداء على عرض المعتدي بحجة مقابلة السيئة بالسيئة، إذ أن أمر الأعراض والاعتداء عليها حق لله عز وجل، فعلى الأخت أن تتقي الله عز وجل وتنصح زوجها وتبين له حرمة ما يفعل، ولا يضرها ما يفعله بعد ذلك لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}.
والله أعلم.