الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلام هؤلاء يرد عليه من ناحيتين.
1- يبين لهم أن إعجاز القران ليس خاصا بإعجازه من حيث الفصاحة والبلاغة والبيان، بل إنه معجز من نواح أخرى كثيرة يفهمها العربي وغير العربي، ومن أعظمها إعجازه العلمي وإخباره عن الأمور المستقبلة والأمور الماضية وبقاؤه محفوظا على مر العصور، وهذه الأمور يدركها العربي وغير العربي .
2- أنه إذا حصل التحدي بالقرآن للعرب فعجزوا عن الإتيان بمثله وهم الفصحاء والبلغاء الحريصون على معارضة القرآن وتكذيب الرسول فإن هذا دليل صدق الرسول، وأن هذا الكتاب ليس من كلام البشر، فالبشر المختصون بهذا أهل العلم به عاجزون عنه فكيف بغيرهم، فقيام الحجة على العرب وثبوت عجزهم عن معارضة هذا الكتاب والإتيان بآية من مثله قيام للحجة على غيرهم، كما قامت الحجة على فرعون ومن معه بعجز السحرة عن الإتيان بمثل معجرة موسى، فلم يكن التحدي متوجها لكل أحد ليفعل ذلك إذ قد يعتذر المعتذر منهم فيقول أنا لا أحسن السحر فيقال له قد عجز السحرة عن الإتيان بمثله وهكذا الشأن هنا.
ثم إن تعلم لغة العرب التي نزل بها القرآن ليس صعبا ولا سيما في هذا العصر الذي تطورت فيه الوسائل واختلطت فيه الشعوب، ففي العصر الأول تعلم كثير من العجم لغة العرب حتى برعوا فيها منهم سيبويه، وقد تعلم العرب اللغات الأخرى بسهولة، فقد تعلم زيد بن ثابت العبرية في أيام قليلة، ويحكى أن ابن الزبير كان يتكلم أكثر من عشر لغات، وقد استفاد أهل الشام والعراق ومصر وبلاد فارس وأفريقية من القرآن أيام دخولهم في الإسلام ولم يمنعهم من ذلك كونه منزلا بلغة العرب.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 74391، 27999، 20138، 27843، 49793، 68547.
والله أعلم.