الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى ما للأم من منزلة عظيمة وحق على أولادها، فيجب عليهم برها والإحسان إليها، وعليه فيجب على أختك البر بأمك ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، ولا يجوز لها بأي حال رفع صوتها عليها، لأن هذا من العقوق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 39230.
وينبغي لأختك الصبر على أمك ومداراتها قدر الإمكان كسبا لرضاها، ولا يجوز لأمك أخذ شيء من مال أختك إلا برضاها ما لم تكن محتاجة، فتأخذ من مالها بقدر حاجتها وعلى وجه لا يضر بابنتها، وللمزيد من الفائدة يمكن مطالعة الفتوى رقم: 38993، ولا يلزم أختك الإنفاق على أمك ما دامت لها من المال ما تنفقه على نفسها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 28372.
ولا يلزم في هذا الطلاق الذي حدث لأختك أن يكون بلاء وشراً، وعلى فرض كونه كذلك فقد يكون مجرد ابتلاء، وقد يكون عقوبة على ذنب، والواجب أن يحذر الأبناء من أن يفعلوا ما يكون سبباً في دعاء الوالدين أو أحدهما عليهم، فقد ذكر العلماء أن دعاء الوالد على ولده قد يستجاب، وإن دعا عليه بغير وجه حق، مستدلين على ذلك بقصة جريج الراهب، كما هو مبين في الفتوى رقم: 70101.
وأما خدمة أختك أمها في تنظيف البيت فقد نص الفقهاء على أنه إن استأجر الرجل ابنه ليخدمه في بيته لم يجز ولا أجر عليه، قال السرخسي في المبسوط: وخدمة الأب مستحقة على الابن دينا وهو مطالب بها عرفاً ويعد من العقوق أن يأخذ الولد الأجر على خدمة أبيه والعقوق حرام.. وكذلك الأم لأن خدمتها أوجب عليه. انتهى.
والله أعلم.