خلاصة الفتوى:
ما ذكرته عن زوجتك من كثرة الحلف، وخصوصا الحلف على ما لا تعلم صدقه، هو أمر خطير، وعليها أن تتوب إلى الله منه. وعليك أن لا تتوانى في نصحها، وأن لا تيأس من ذلك. وأما أ كلها بعد حلفها ألا تأكل فإنها تحنث به وتلزمها كفارة يمين بالله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي للمسلم أن يكثر من الأيمان، ودليل ذلك قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. [البقرة: 224]. وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الحلف حنث أو ندم. رواه ابن حبان في صحيحه، ولأنه ربما يعجز عن الوفاء بما حلف عليه.
وما ذكرته عن زوجتك من الحلف على أشياء لا تعرف إن كانت صحيحة أم لا، هو أمر خطير جدا؛ لأن هذه يمين غموس. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: وغموس بأن شك أو ظن وحلف بلا تبين صدق...اهـ
واليمين الغموس من الكبائر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس" رواه البخاري.
وذكر العلماء أنها إنما سميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في النار أو في الإثم، عبروا مرة بالانغماس في النار، ومرة بالانغماس في الإثم، ولا منافاة ولا تعارض بين العبارتين، لأن الانغماس في الإثم سبب في الانغماس في النار.
واليمين الغموس لا كفارة لها عند جمهور أهل العلم غير التوبة والاستغفار.
فعلى زوجتك أن تتوب إلى الله وتبتعد عن الحلف عموما وعن هذا النوع من الحلف.
وعليك أن لا تيأس من نصحها ودعوتها إلى تجنب الحلف، وتلزمها كفارة إذا حلفت أن لا تأكل ثم أكلت بعد ذلك.
والله أعلم.