الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تبرج المرأة واختلاطها بالرجال الأجانب من أكبر المنكرات ومن كبائر الذنوب، فكيف إذا انضاف إلى ذلك سفرها المتكرر -ربما أياما وليالي- بدون محرم وهي هكذا في تبرجها وزينتها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
وحري بالمرأة المؤمنة إذا سمعت هذا الوعيد أن يقشعر جلدها وجلا وخوفاً من ربها إذا كانت واقعة في هذا المنكر الذي يتعدى ضرره ليشمل كل عين تتطلع إليها، فتبوء بإثمها وإثم كل عين نظرت إليها بالحرام، والواجب على زوجتك أن تبادر إلى ترك هذا العمل وأن ترتدي الحجاب الشرعي ولا يجوز لها البقاء فيه، لأن عملها هذا محرم، وقد منّ الله عليك وعلى زوجتك بمعرفة الحق بعد نعمة الهداية للإسلام فلا تبدلا نعمة الله كفراً، واعلما يقينا أنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأن ما كتبه الله للإنسان من رزق سيصل إليه لا محالة، ومن اتقى الله جعل له من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب، واسعيا في البحث عن عمل شريف مناسب، والله يبارك لكما فيما يرزقكما -وإن كان قليلاً- ويقضي عنكما الدين.
وقد جاء في غاية المقصد في ترتيب أحاديث المسند للهيثمي: عن أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟ قال: سمعته يقول: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. وقال الألباني في تخريج أحاديث حجاب المرأة المسلمة: رواه أحمد بسند صحيح.
وللفائدة راجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 43673، 43884، 52742، 54569، 6693، 23057، 51279.
والله أعلم.