الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الرباني المعين على الطاعات، وأما بخصوص سؤالك فالجواب عليه أننا نقول لك أولاً: إنه قد يكون بعض ما يصدر من أخيك في بدايته مزحاً، وربما يكون من المزح الثقيل فعلاً، وربما تكونين أنت من النوع الذي يتحسس كثيراً من مثل تلك التصرفات، ولذلك نرى أن تصبري وأن تتغاضي عما يمكن التغاضي عنه، وأن لا تحملي كل تصرفات أخيك على قصد إلحاق الأذى بك ما لم تتأكدي من ذلك، فإن تأكدت من ذلك فليس عليك إثم إن لم تتكلمي معه اتقاء لظلمه واعتدائه عليك، وما يفعله هذا الأخ هو من الإساءة والقطيعة المحرمة، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22-23}، وفي الحديث الذي رواه البخاري: أن الله عز وجل قال للرحم: ألا ترضي أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذاك.
وأما ما ذكرت من الخشية من شمول عدم المغفرة لك بسبب المشاحنة.. فهذا لو كان الأمر من قبلك تعدياً وظلماً، أما والأمر كما ذكرت فلا إثم عليك ما دمت تعرضين عنه اتقاء لشره وظلمه، وقد قال الله تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشورى:42}.. وننصحك بالصبر ودوام ذكر الله سبحانه والمغفرة، لقوله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وانظري لذلك الفتوى رقم: 44685.
والله أعلم.