الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز القيام بإشهار يشتمل على محرم كصور النساء العاريات والدعاية للخمور لأن ذلك من التعاون على الإثم، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، فإذا كنت تستطيع العمل في استقبال الإعلانات عن الأشياء المباحة فقط فلا حرج عليك أن تبقى في الشركة المذكورة على أن تقوم بإنكار المنكر ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإن استطعت أن تجد عملاً بعيداً عن هذا كله فذلك أفضل نأياً بنفسك عن الشبهات.
وعليك أن تجتهد في إخراج نسبة ترى أنها تقابل الإعلانات عن المحرمات، وتصرفها في وجوه الخير بنية التخلص من الحرام لا بنية الإنفاق في سبيل الله، لأن ذلك لا يكون إلا من مال طيب لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، فلا تأخذ من الأجرة إلا ما يأخذه مثلك على الأعمال المباحة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 95584.
والله أعلم.