خلاصة الفتوى:
من استخار الله تعالى في أموره فستكون عاقبة أمره خيراً، ومن ظفر بذات الدين فليحمد الله تعالى ولا يغتر بالجمال الظاهر فربما يكون تحت ذلك الجمال بلاء ووبال، ولا يجوز النظر إلى الأجنبيات ولا الإمعان فيهن للمقارنة مع الزوجة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت قد استخرت الله تعالى فالخير فيما اختاره لك، وإذا كنت لا ترضى عن زوجتك فيما يتعلق بالجمال الخلقي فإنها بشهادتك في غاية التدين والتمسك بالدين، وهذه الخصلة هي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها في قوله: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين.
وبناء على هذا فإنه ينبغي أن تحمد الله تعالى على نعمه وترضى بما قسم لك وتتمسك بزوجتك الصالحة وتغض الطرف عما فيها من قصور في الخلق ولتنظر إلى ما فيها من كمال في الدين والأخلاق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم... ولعل الله يجعل لك فيها خيرا كثيراً فترزق منها الذرية الصالحة، فصلاح الأم سبب غالب في صلاح أبنائها، ولا يحل لك النظر إلى النساء الأجنبيات عنك، وإذا وقع نظرك لأول مرة عليهن فيجب عليك صرفه عنهن ولا يجوز لك إمعان النظر فيهن أصلاً، فكيف بالفحص والتدقيق بحيث تقارنهن مع زوجتك، فأتق الله تعالى وغض بصرك عما حرم عليك كما أمرك ربك.
أما فيما يتعلق بالضيق والقلق في العمل فإن كنت قد استخرت الله تعالى قبل الأمر فستكون عاقبة أمرك خيراً وإن حصل لك بعض ما تكره فسيزول ذلك عنك بإذن الله تعالى، فعليك أن تلازم تقوى الله تعالى في السر والعلانية وتكثر من الاستغفار فإن من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود.
والله أعلم.