الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فما فعلته زوجتك من رفض السفر معك لا يجوز لها، فعليها أن تتقي الله وتخشى من أن ترتكب معصية النشوز، وما فعلته من حرمان الأبوين من رؤية ابنتهما حتى بلغ بهم الحزن ما بلغ لا يليق بالعلاقة التي تربطها بهما، والنصيحة أن يعالج كل ذلك بالنصح والصبر والإحسان ذلك أن الإحسان يستل الضغينة من القلوب ويبدلها بالمحبة الخالصة، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
ومن شعر الحكمة قول البستي:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الإنسان إحسان
فإذا استلت هذه الضغينة من القلوب فإن العلاقة ترجع طيبة بينهم وبينها من جهة، وبينها وبينك من جهة أخرى، ثم تعود الأمور أحسن، أما بخصوص ما آل إليه الأمر بينكما فإن النصيحة فيه تتعلق بما بعد إصدار القرار القضائي بشأنكما، ولهذا لا نملك نصيحة محددة إلا أن تتقيا الله في خصامكما، وأن تسألا الله التوفيق في إصدار الحكم وفق ما يرضي الله ووفق ما هو خير لكما، وإذا كان بالإمكان سحب القضية واللجوء إلى التصالح فهو أحسن، وعلى كل حال فإن البنت الصغيرة تبقى نفقتها واجبة عليك، ومسؤولية تسأل عنها فلا تفرط فيها مهما كانت الحالة التي بينك وبين أمها.. ونذكرك ونذكر زوجتك أن العمل في مؤسسات التأمين -إذا كان تجارياً- ممنوع لا يجوز، فعلى زوجتك أن تتوب إلى الله منه، وأن تتركه فوراً، وأن تصرف ما بقي لديها من مال اكتسبته منه في وجوه الخير بنية التخلص من الحرام لا بنية الإنفاق في سبيل الله لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
والله أعلم.