الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيحرم على السائل أن يأخذ من مال أبيه شيئاً بدون إذنه، وكون الراتب الذي يعطيه الأب أقل من رواتب الأخرين ليس فيه مسوغ لأن يعتدي على ماله بدون إذنه، لأنه رضي بهذا الراتب، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 27073.
اللهم إلا أن يكون الوالد يجبره على القبول بأقل من أجرة مثله، فإنه في هذه الحالة يجوز له أخذ الفرق بين ما يعطيه الأب وبين أجرة مثله، وهذا ما يعرف بمسألة الظفر، وراجع فيها الفتوى رقم: 28871.
وأما عن معاملة والد الأخ السائل والتي يصفها بأنها سيئة جداً جداً فليعلم الأخ أن حق الوالد عظيم، وإن قسا على ولده فينبغي أن يقابل ذلك بالتجاوز عن إساءته ونصحه بالرفق والحكمة مع الصبر والدعاء له، كما قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:24}.
والله أعلم.