خلاصة الفتوى:
فصلة الرحم تتحقق بالاتصال والزيارة، ففاعل ذلك لا يدخل في قاطع الرحم، لكن الأولى والأفضل هو الإكثار من الصلة والإحسان والتغاضي عن الجفاء والإساءة وما يكون من رحمه تجاهه، وأما الزواج فلا نعلم له دعاء خاصاً يستجلب به.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دامت أمك تتصل عليهم بالهاتف وتزورهم في المناسبات وأنت كذلك، فلستما قاطعتين للرحم ونرجو ألا يكون عليكما بأس فيما دون ذلك، لا سيما إذا كانت كثرة الزيارات تترتب عليها بعض المشاحنات، لكن ينبغي أن يعلم أن الصلة ليست مكافأة للموصول وإنما هي حق أوجبه الله عز وجل للرحم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. كما في البخاري. وفي صحيح مسلم أن رجلاً سأله فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعنوني وأحسن إليهم ويسيؤون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
وباستشعار ذلك تهون صلة المسيء فاستحضريه وذكري أمك به، ولكما الأجر والمثوبة من الله عز وجل، ثم إننا ننبهك إلى أمر مهم إلا وهو الحذر كل الحذر من الوقوع في داء الحسد الذي تنقمين على خالتك وابنتها، فهو محرم شرعاً ولا يفيد إلا الهم والغم، فإن عرض لك بعضه فادفعيه من قلبك ولا يغضبك ذكر ابنة خالتك وتحدث أمها بما أنعم الله به عليها ونحو ذلك.
وأما الزواج فلا نعلم له دعاء خاصاً يستجلب به، فلك أن تدعي بما شئت ولعل الله أراد بك خيراً فاسأليه سبحانه أن يرزقك زوجاً صالحه تقر به عينك وتسعد به نفسك إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26036، 47693، 4417.
والله أعلم.