الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {الفتح:10}.
والمعنى: إن الذين يبايعونك يا محمد بالحديبية على أن لا يفروا، إنما يبايعون الله لأنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة، يد الله فوق أيديهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم، وقال السدي: كانوا يأخذون بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه، ويد الله فوق أيديهم في المبايعة.. فمن نكث، نقض البيعة، فإنما ينكث على نفسه، عليه وباله، ومن أوفى بما عاهد عليه الله، ثبت على البيعة فسيؤتيه أجراً عظيماً وهو الجنة... انتهى من تفسير البغوي مختصراً.
وهذه الآية الكريمة نزلت في بيعة الرضوان في صلح الحديبية لما بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على القتال في سبيل الله وعدم الفرار، فرضي الله عن الصحابة أجمعين، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 17967.
والله أعلم.